شريط الأخبار

ضرورة القراءة والمطالعة في حياة المرأة الداعية

دائرة العمل النسائي منذ 0 ثانية 3313

كثير هم الذين دعوا لإيجاد داعية حضاري الأفق، منهجي الأسلوب والوسيلة، ومن بين أولئك المفكر صاحب إحياء فقه الدعوة، الدكتور محمد الراشد ونعلم جيدًا أن هذا المستوى الرفيع لا يتأتى إلا بالبحث والتنقيب والقراءة والاطلاع بحيث يكون الداعية على دراية وإلمام بأحكام القرآن وأحاديث السنة ومعين السابقين من العلماء الأجلاء فقد قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:5،1]؛ هذه دعوة للعموم من نساء ورجال دعاة وداعيات وفي كلماتنا هذه أردنا أن تكون وقفة خاصة بأخواتنا الداعيات.

أختي الغالية: 

يا من حباك الله نعمة الدعوة إليه والسعي من أجل نشر تعاليم دينك القويم نوجه لك كلماتنا تلك سائلين المولى أن يمن علينا وعليك بفضل الدعوة إلى الله ماحيينا بهذا الوجود إلا أن يختم الله لنا ولك أعمالنا بأحب عمل إليه والدال على الخير كفاعله.

أختنا الغالية:

إن القراءة  هي وسيلة تقود إلى الرقي والحضارة، والسعادة , وهي النور الذي يبدد الظلام، ونعلم وتعلمين بأن أول كلمة نزلت على الرحمة المهداة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلامه هي (اقرأ) وهذه أعظم دلاله على أهمية تطبيق تلك الكلمة والعمل بمقتضاها رجالاً ونساءً سواءً بسواء لأن الله لم يخص بالعلم نوعاً بذاته. وكثيراً ما نردد ويردد الصغار والكبار قول الشاعر الذي قال:

الأم مدرسة إن أعددتها    أعددت شعباً طيب الأعراق

فالمرأة هي الأم التي تربي وهي المعلمة في المدرسة وهي الطبيبة والداعية في بيوت الله وقد فتحت كل المجالات تقريباً أمام المرأة لذا كان لا بد أن يكون لها دور بارز في الدعوة إلى الله وأن تجتهد أيما جهد لتتعلم فن الدعوة إلى الله وتكون ملمة بدين الله لتكون دعوتك على بصيرة وحكمة كما أمر بذلك جل جلاله.

وإليك بعض الثمار التي تحصدينها من كثرة قراءتك واطلاعك:

1. عندما تقرئين تقتربين من العلم أكثر وهذا يعرفك على الله أكثر ويقول أحد العلماء: (إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة!).

2. قراءتك للتاريخ يجعل لديك القدرة على قراءة المستقبل فالتاريخ يعيد نفسه وأخص هنا قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: (كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدها علينا، ويقول هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها) [أنظر كتاب السيرة النبوية عروض وقائع وتحليل أحداث د. محمد الصلابي].

3. كثرة القراءة تعمق التفكير وتزيد المدارك وتجعلك قادرة على حل المشكلات وتفهمها بشكل أكبر.

4. القراءة تزيد فصاحتك اللغوية وقدرتك على فهم العبارات والصيغ وهذه من أجمل ما تخلفه القراءة للقراء.

5. أيضاً القراءة تكشف لك الكثير مما لا تعلمينه وتصحح الكثير مما تعلمين وتعتقدين صوابه خاصة في الأمور الشرعية وغيرها أيضا من الأمور الحياتية.

6. السعادة الحقيقية في العلم وكلما زاد العلم زادت سعادة المرء لأن ذلك علاقته طرديه بمعرفة الله والقرب منه ولا شك في ذلك.

إليك هذا..

قال الكواكبي في كتابه [طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد]: (إنَّ الإسلامية أولَّ دين حضَّ على العلم، وكفى شاهدًا أنَّ أول كلمة أُنزلت من القرآن هي الأمر بالقراءة أمرًا مكررًا، وأوَّل مِنَّةٍ أجلَّها الله وامتنَّ بها على الإنسان هي أنَّه علَّمه بالقلم. علَّمه به ما لم يعلم. وقد فهم السَّلف الأول من مغزى هذا الأمر وهذا الامتنان وجوب تعلُّم القراءة والكتابة على كلِّ مسلم، وبذلك عمَّت القراءة والكتابة في المسلمين أو كادت تعمُّ، وبذلك صار العلم في الأمة حرًا مباحًا للكلِّ لا يختصُّ به رجال الدّين أو الأشراف كما كان في الأمم السابقة، وبذلك انتشر العلم في سائر الأمم أخذًا على المسلمين! ولكنْ؛ قاتل الله الاستبداد الذي استهان بالعلم حتى جعله كالسلعة يُعطى ويُمنح للأميين، ولا يجرؤ أحد على الاعتراض، أجل؛ قاتل الله الاستبداد الذي رجع بالأمة إلى الأمية، فالتقى آخرها بأولِّها، ولا حول ولا قوة إلا بالله).

- وإذا أرادت المرأة الداعية ألا تهزم، وأن لا يسيطر على فكرها؛ فعليها بقراءة التاريخ والمشاهد, لتقرأ كيف كانت عائشة - رضي الله عنها - فهي من انتصرت على أعدائها؟ وعليها أن تحرص على أن تكون الرائدة، وصاحبة السيادة.

- وإني أدعوك ألا تأخذي بمقتضى الشبهة فلا ننكر أننا نرى اليوم أن الفتاة هي المتقدمة، وهي القارئة، وهي المحاضرة, وهي الداعية, فقطاعنا الحبيب - قطاع غزة - أثبت أن المرأة الداعية اليوم تتفوق بالقراءة, والدليل على ذلك النتائج للثانوية العامة؛ فالبنات متفوقات, وهذا يدحض مزاعم الأعداء, وناصحاً الداعية المسلمة التقدم في القراءة، وفي شتى المجالات.

- كما وأدعوك لتقوي ذاكرتك بتذكر الله فقوة الإيمان، والتقرب إليه بأنواع القربات والعمل بأوامره وترك نواهيه، والصلاة على نبينا محمد علية الصلاة والسلام يقوي بدن الإنسان وعقله وقلبه وروحه , لقوله تعالى: ﴿اتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:282], وإن الرجوع إلى المعلومات القديمة، والمحفوظات بين فترة وأخرى، وتعاهدها يثبت المعلومات ويجددها, فقد سئل الإمام البخاري عن دواء للنسيان، فقال: (إدمان النظر في الكتب، أي: مداومة القراءة، والمطالعة للكتب, وهناك بعض المحدثين يكتب الحديث خمسين مرة من أجل تثبيت حفظه).

- وحافظي على الصحة العامة؛ كإعطاء الجسم حقه في النوم، وعدم الإجهاد والسهر، وممارسة الرياضة والمواظبة عليها؛ لتنشيط الجسم، وكلا حسب قدرته وعمره، والمشي من الرياضة النافعة التي أوصي بها الأطباء، وتناسب الجميع لاسيما بعد صلاة الفجر.

وإن كثرة القراءة تعرف الداعية على ما هو جديد فالإنسان القارئ تصعب هزيمته؛ لأنه طور نفسه وحصنها بالقراءة، ولقد  قيل: (قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة), وسئل أحد العلماء العباقرة، لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: (لأن حياة واحدة لا تكفيني!!).

ومن القواعد التي يجب إتباعها عند القراءة:

1. مسح المادة المقروءة، وذلك بالاطلاع على مقدمة الكتاب، والتعرف على أهداف المؤلف من كتابة الكتاب والتعرف على أبواب وفصول الكتاب.

2. وأنه من المحبب أن تلقي نظرة سريعة على الأشكال التوضيحية المستخدمة في الكتاب، وعلى الخاتمة، إياك وعملية التراجع عن قراءة الكلمة أو الكلمات مرة ثانية أو عدة مرات لأن  عملية التراجع عند القراءة تؤدي إلى تشتيت الذهن وإعاقة تسلسل الأفكار لإكمال الصورة وترسيخ المادة المقروءة.

3. عليك استخدام القراءة العينية المنتظمة, لأن الجهر بالقراءة وتحريك الشفاه يستغرق وقتاً طويلاً ويعد من معوقات القراءة السريعة.

4. عليك التركيز في القراءة ومحاولة التعايش الخيالي في جو الفكرة وكل ذلك له مردود طيب يساعد في استيعاب الفكرة وترسيخها في الذهن إضافة إلى زيادة سرعة القراءة.

5. عند القراءة الجلوس جلسة صحيحة، ومريحة بدون الاسترخاء التام؛ حيث إن الجلسة الخاطئة تعيق الدورة الدموية التي تؤدي إلى تدني سرعة الاستيعاب، أما الاسترخاء فيفقد التركيز.

6. يمكنك استغلال وقت الراحة، والاسترخاء ؛ لقراءة المتعة، والتسلية التي لا تتطلب كثيراً من التركيز.

7. عليك اختيار الوقت المناسب للقراءة فمثلا القراءة الثقافية الأكاديمية تتطلب أن يكون الإنسان نشيطاً، وبعيداً عن الضوضاء، وفي مكان تتوفر فيه التهوية والإضاءة, وعلينا تحديد مدة القراءة فعامل الضغط له أثر في رفع مستوى، وسرعة القراءة.

أخيراً..

أؤكد أن مسلمة اليوم هي أصلح حالاً من قبل عشرات السنين، حيث كانت حبيسة الجدران. أما اليوم فإننا نرى - بحمد الله - المسلمة تعود لمكانتها وعرشها بل وربما تزاحم الرجال في حمل رسالة الإسلام لتعيد إلى الذاكرة المفقودة سيرة (خديجة، وعائشة، ونسيبة) - رضي الله عنهن جميعاً - والأمل في الله معقود أن تتشبث المسلمة بحقها المسلوب الذي أعطاها الله إياه للتربع على قمة العطاء وهي قمة لا تسع الرجال وحدهم لأنها قمة غير مدببه.

فالداعية  ليست منغلقة على نفسها، ولكنها بحاجة إلى توسيع آفاقها العلمية ومداركها وأساليبها, فعليها أن تجعل من علمها ودعوتها خدمة للإسلام والمسلمين، والعاقبة للمتقين.

مقالات مشابهة

الإيجابية الفاعلة .. هدي نبوي

منذ 1دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

حول الخطاب المسجدي يوم الجمعة (ملامح إصلاحية)

منذ 3 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

توعية المصلي في حكم الصلاة على الكرسي

منذ 6 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية - فلسطين

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

ضرورة القراءة والمطالعة في حياة المرأة الداعية

منذ 0 ثانية3313
مسجد المغربي - حي الدرج

منذ 1دقيقة3492
الإيجابية الفاعلة .. هدي نبوي

منذ 1دقيقة2860
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi