شريط الأخبار

موقف الإمام ممن مات وهو تارك للصلاة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين منذ 0 ثانية 3544

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

إن مما عم وطم في هذه الأيام وجود الكثير ممن هو محسوب على الإسلام والمسلمين ممن يتأخر ويتكاسل عن الإتيان بركن عظيم من أركان الدين الإسلامي، الركن الذي من تركه كفر ألا وهو الصلاة؛ حتى أصبح هذا منتشراً بين الأسر المسلمة.

والمسألة التي سنتحدث عنها هي: ما هو موقف إمام المسجد مِمنْ مَنْ ترك الصلاة، وفرط في جنب الله -عز وجل- عندما يؤتى به إليه ليصلي عليه بعد موته؟

أولاً: قبل الخوض في الجواب سنناقش هل تارك الصلاة كافر؟

- ذهب أهل العلم إلى أن تارك الصلاة إن تركها جحوداً فهذا لا خلاف بين العلماء في كفره، قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "وتكفير تارك الصلاة هو المشهور المأثور عن جمهور السلف من الصحابة والتابعين، ومورد النزاع هو فيمن أقر بوجوبها، والتزم فعلها ولم يفعلها، وأما من لم يقر بوجوبها فهو كافر باتفاقهم". - أما إن تركها غير جاحداً لوجوبها بل تركها كسلاً وتهاوناً؛ فقد حصل النزاع في كفره؛ لكن الذي رجحه العلماء هو أنه يكفر، واستدلوا بعدة أدلة منها: قوله -تعالى-: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة:11]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: »بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة« [أخرجه مسلم]،  وقوله -صلى الله عليه وسلم-: »العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر« [رواه أحمد]، فالناظر إلى الأدلة الصريحة وأقوال الصحابة وتابعيهم، وكلام العلماء في ذلك؛ يخرج بحكم واضح: فعن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: "كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة"، قال الشوكاني -رحمه الله تعالى- بعد كلام ابن شقيق: "والظاهر من الصيغة أن هذه المقالة اجتمع عليها الصحابة لأن قوله: كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، جمع مضاف، وهو من المشعرات بذلك"، وثبت عن أيوب السختياني التابعي عند ابن نصر المروزي -رحمهما الله تعالى- أنه قال: "ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه"، ومِمّن حكى إجماع الصحابة كذلك الإمام إسحاق بن راهويه قال المروزي: سمعتُ إسحاق يقول: "قد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا: أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر"، ثمّ قرّر الإمام محمد بن نصر عدم وجود خلاف بين الصحابة والتابعين في ذلك فقال: "ثمَّ ذكرنا الأخبار المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في إكفار تاركها، وإخراجه إياه من الملة، وإباحة قتال من امتنع من إقامتها، ثمَّ جاءنا عن الصحابة مثل ذلك، ولم يجئنا عن أحدٍ منهم خلاف ذلك، ثمَّ اختلف أهل العلم بعد ذلك".

فإذا تبين كفر تارك الصلاة، فما حكم الصلاة عليه؟

لأن كثيراً من أئمة المساجد لا ينتبه لهذا الأمر، ويتساهل فيه، مع أن فتاوى العلماء فيه واضحة، وهنا نورد فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن السؤال التالي:

هناك أناس لا يصلون الفرائض الخمس إطلاقًا إلا صلاة الجمعة، فما حكم الميت منهم، وهل يجب على المسلمين دفنهم والصلاة عليهم؟

الجواب:

إذا كان الواقع كما ذكر فإن تاركها جاحدًا لوجوبها كافر بإجماع المسلمين، أما إن تركها كسلًا مع اعتقاد وجوبها فهو كافر على الصحيح من قولي العلماء؛ للأدلة الثابتة الدالة على ذلك، وعلى هذا القول الصحيح: لا يغسل ولا يصلي عليه المسلمون صلاة الجنازة، ولا يدفن في مقابر المسلمين، بل يدفن في محل خاص بعيدًا عن مقابر المسلمين، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

لكن هل يسأل الإمام عن حال الميت هل كان يصلي أم لا؟

يجيب الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- عن حكم سؤال مغسل الأموات عن من سيغسلهم، ويتطرق للسؤال عن الميت للصلاة عند الصلاة عليه، والسؤال: هل للمغسل أن يسأل أهل الميت هل المتوفى يصلي أم لا؟

الجواب:

- ما دام ظاهره الإسلام، والذين أحضروه مسلمون؛ فلا حاجة إلى سؤالهم، وقد يتساهل البعض في ذلك فيترتب على ذلك فضائح، وكذلك عند الصلاة عليه، فلا يسأل عنه إذا كان ظاهره الإسلام.

- أما لو علم أمر الميت عند الإمام من أنه لا يصلي، أو انتشر خبره في الحي الذي يسكن فيه مما لا يترك مجالاً للشك؛ فلا يصلَّى عليه، فإن في ذلك عقوبة له في الدنيا قبل الآخرة، وزجراً لمن يتهاون في الصلاة، وقد يتساهل بعض المسلمين في هذه المسألة فيأتون بالميت من أهلهم إلى المسلمين ليصلوا عليه وهذا خطأ كبير. يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: "وهذه المسألة مشكلة عظيمة لأنها قد توجد من بعض الناس، وأهلوهم يعرفون ذلك أنه لا يصلي، وأنه مات وهو لم يصل، ولم يعلموا منه أنه آمن بالله وتاب، ومع ذلك يغسلونه ويكفنونه، ويأتون به إلى المسلمين؛ ليصلوا عليه، وهذا حرام عليهم لا يجوز لهم؛ لأنهم بذلك قد خانوا المؤمنين، فإن المؤمنين لو علموا أنه لا يصلي ما صلوا عليه، وهؤلاء قدموه للمؤمنين يصلون عليه، فأنا أنصح إخواننا المسلمين أن ينتبهوا إلى هذه المسألة العظيمة".

والله أعلم بالصواب، وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مقالات مشابهة

موقف الإمام ممن مات وهو تارك للصلاة

منذ 0 ثانية

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

أهمية خطبة الجمعة

منذ 2 دقيقة

د. سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم - داعية إسلامي

الداعية وخدمة الناس

منذ 4 دقيقة

د. عبد الله إبراهيم اللحيدان

الملتقيات الدعوية .. بين النٌّقاد والحُسّاد

منذ 6 دقيقة

أ. وفا محمود عياد - رئيس قسم أنشطة الوعظ بوزارة الأوقـاف

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

موقف الإمام ممن مات وهو تارك للصلاة

منذ 0 ثانية3544
بَعْدَ الطَّاعَاتِ.. طَلَبُ القَبُولِ وَالثَّبَاتُ

منذ 21 ثانية2523
تَحْدِيدُ مَفْهُومِ الغُلُوِّ ضَرُورَةٌ لِمُعالَجَةِ الغُلُوِّ

منذ 24 ثانية2488
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi