شريط الأخبار

تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه وصبره على السائلين

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين منذ 0 ثانية 2946

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم بإحسان وتوفيق إلى يوم الدين، أما بعد:

فإننا بحاجة ماسة لتعلم منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وطريقة صبره وتحمله لمن يسأله رغم فظاظة الأسلوب وطريقة السؤال، دعونا نتوقف عند حديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: "أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟" وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْنَا: "هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ" فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: "يَا ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «قَدْ أَجَبْتُكَ»، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟" فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» فَقَالَ: "أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟" فَقَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: "أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟" قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: "أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟" قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: "أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟" فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: "آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ" [رواه البخاري].  

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يتواضع مع الناس ومع أصحابه فيجلس معهم وفي وسطهم وبين ظهرانيهم ولا يتعالى عليهم ولذلك يقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» [رواه البخاري].  

ويتحمل النبي -صلى الله عليه وسلم- فظاظة أسلوب من يسأله فيصبر ويستمع له ويجيبه عما سأل، حتى كانت النتيجة أن أعلن هذا الرجل إسلامه وأصبح رسولَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قومه يبلغهم دعوة الله ودين الحق.

ولذلك يا إخواننا الأحباب، كم نحن بحاجة ماسة إلى منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصبر على الناس والتواضع بينهم وتحمل أسئلتهم وتوسيع صدورنا لهم حتى نكسبهم ويصبحوا سنداً لنا ولدعوتنا ولإسلامنا .

اللهم اجمعنا بحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في الفردوس الأعلى على سرر متقابلين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات مشابهة

المتساقطين على طريق الدعوة (كيف .. ولماذا؟)

منذ 9 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

أهمية التخصص وحض النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه

منذ 10 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

همسات للشباب

منذ 19 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه وصبره على السائلين

منذ 0 ثانية2946
الشَّهَادَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ

منذ 23 ثانية2786
مسجد الشهيد - النصيرات - أرض أبو عريبان

منذ 34 ثانية2904
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi