شريط الأخبار

المساجد والمنابر رسالة ومنهج  [3-1]

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين منذ 0 ثانية 3185

الرسالة الأولى: البيان والتعليم:

الدروس التي قد ذكرناها قد تكون مخصوصة بطلبة العلم قد لا يحتاجها أو لا يفهمها عامة الناس أما خطبة الجمعة فيحضرها كل كبير وصغير وكل عالم وجاهل وكل الناس على جميع مستوياتهم فمن هنا ينبغي أن تكون منبراً للبيان والتعليم، كما ذكر ابن القيم في وصف خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " كانت خطبته -صلى الله عليه وسلم- تقريرا لأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقاءه وذكر الجنة والنار وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته وما أعد لأعدائه وأهل معصيته، فيملأ القلوب من خطبته إيمانا وتوحيدا ومعرفة بالله وأيامه التي تحذر من بأسه، وكذلك الأمر بذكره وشكره الذي يحببهم إليه ويبين لهم عظمة الله -عز وجل- وصفاته وأسمائه إلى أن قال ومن تأمل خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- وجدها كفيلة في بيان الهدى والتوحيد وذكر صفات الرب جل جلاله وأصول الإيمان الكلية والدعوة إلى الله وذكر آلائه سبحانه وتعالى التي تحببه إلى خلقه.

فهي منبر لهذا التعليم الذي يعلم فيه الناس بما يناسب المقام وبالأسلوب الحسن الذي يجمع بين الوضوح واليسر وبين أيضا الايجاز والقصر.

الرسالة الثانية: الوعظ والتذكير:

فهناك أمور يعلمها الناس لكنهم يغفلون عنها أو يتساهلون فيها أو يخالفونها، فهنا يأتي القول كأنه معادا لكنه تذكرة والتذكرة تنفع المؤمنين ولكنه يجعل في طياته أيضا التحذير من مغبة المخالفة وفوات الأجر من التقصير في الطاعة مع ما يكون من روح المتحدث من الحثّ على الخير والتحذير من الشر فيحيى بذلك قسوة القلوب ويبعد الغفلة عن العقول ويحصل بذلك خيرا كثيرا.

الرسالة الثالثة: الإصلاح والفلاح:

فإن الإمام ينبغي أن يكون معايش للواقع ويلمس المشكلات ويعرف ما يجد في حياة الناس؛ فإنه حينئذ يمكن أن يجعل الخطبة إصلاح للأخطاء ومعالجة للأدواء، وهذا لا شك أنه يجعل رسالة المنبر رسالة ذات تأثير، وذات اتصال مباشر بواقع الناس.

وهذا يستدعي أمورا أخرى كثيرة ليس هذا المقام مقام التفصيل فيها، ولكني أقف معها وقفه يسيرة وهي:

مقومات الإمام الناجح:

ما يتعلق بالمقومات التي ينبغي أن تتوفر في الإمام؛ ليقوم برسالته في المسجد، وليقوم برسالته في المنبر أيضا، ويمكن أن نقسم هذه المعالم إلى أقسام متباينة منها:

1. الصفات الذاتية الخلقية:

مثل الإخلاص لله -عز وجل- والبعد عن الرياء، وهذا مفتاح كل توفيق، ومفتاح كل نجاح، ومفتاح كل تأثير، ولا بد أن ندرك هذا فإنه ليس التأثر بغزارة العلم ولا بفصاحة اللسان ولا بعلو الصوت ولا بظهور الحماسة وإنما بما يستقر في القلب بإخلاص لله ورغبة في نصح الخلق وإرضاء الخالق - سبحانه وتعالى.

2. الصفات الذاتية:

الرفق في المعاملة وذلك أن: (الرفق ما دخل في شيء الا زانه وما نزع منه الا شانه).

صور من الرفق في المعاملة:

أ . ألا يشق على الناس بالإطالة عليهم في صلاته أو خطبته.

ب. ألا يشق على الناس بكثرة الدروس وطولها وعدم ملائمتها لاحتياجاتهم.

ج. أن يكون مع الناس وفي وسطهم فلا يتكبر عليهم ولا يبتعد عنهم، ولا يكون إذا طلبوه لا يجدونه، وإذا احتاجوا إليه افتقدوه؛ فإن هذا الرفق والتودد هو الذي يجعل له مكانة في القلوب، ومحبة في النفوس، فإذا قال سُمِعَ لقوله، وإذا طلب أُجيب طلبه، وإذا وجّه قبِل الناس توجيهه، وهذا لا شك فيه من الأمور المهمة.

3. القدوة:

ثم كذلك لا بد له مما يتعلق بهذا الجانب أمر مهم عظيم، وهو أمر القدوة لكي يتحقق الانتفاع لا بد من أن يكون الإمام قائل بلسانه ولكنه قبل ذلك عامل بجوارحه وأن يوافق قوله فعله كما قال القائل:

لا تنهى عن خلق وتـأتي مثله **** عـار عليك إذا فعلت عظيم

ونعلم أثر القدوة في حياة الناس ونعلم من سيرة السلف أن بعضا منهم كان يتحاشى أن يخطب في الموضوع أو في الأمر حتى يطبقه بذات نفسه ثم يذكّر الناس به، يتحرج من أن يعظ الناس بأمر لا يبدأ بتطبيقه أو لم يحصل له الفرصة في تطبيقه وهذا لا شك فيه أنه من الأمور المهمة اللازمة في هذا الجانب.

4. قوة الشخصية:

أن يكون مستجمع لبعض الصفات القيادية فليس الإمام كما قد يقع في بعض الصور والأحوال أو كما قد يتوهم بعض الناس ليس هو الرجل الدرويش الضعيف الذي عنده بلادة في الذهن وبلاهة في التصرف، كلا بل ينبغي أن يكون هو الشديد في ذكاءه القوي في رأيه الحازم في أمره الواثق بربه، الذي يملك الشجاعة من غير تهور وعنده بعد النظر في عواقب الأمور كل ذلك يجعله قادر على القيام بهذه الرسالة.

5. التحصيل العلمي:

أ. أن يحرص على حفظ القرآن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

ب. أن يحفظ من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأمور المهمة ما يعينه على أن يحسن الوعظ إذا وعظ، وأن يصيب في التعليم إذا علم وهكذا.

ج. لا بد له أن يستنبط من خلال ما يحفظ من القرآن، وما يعرف من السنة.

د. أن يكون عالماً بالأمرين المهمين الذين ذكرتهما أمر العقيدة وأمر الفقه العقيدة والشريعة اللذان ذكرنا أمرهما.

هـ. المعرفة بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشمائله وأخبار سلف الأمة؛ لأن الناس يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتعلقون به وبسيرته، والقصص التي كانت بينه وبين أصحابه، وبينه وبين أعدائه، ما يجعل هذه القصص تفيد في التعليم والتوجيه بصورة مؤقتة ومؤثرة في نفس الوقت، وأن يعرف الواقع المعاصر وما يتعلق في حياة الأمة من الاختلاف والافتراق والضعف، فلا بد أن يعرف الفرق أو أن يلم بإجمال لما جدّ ولما كان في حياة الأمة من فـرق ومذاهب ضالة ومنحرفة في السابق واللاحق، حتى إذا سئل عنها أجاب حتى يحذر إلى ما يحتاج إليه التحذير إلى ما يقع فيه بعض الناس.

ز. أن يعرف أحوال الأمة الإسلامية وما يجد فيها ويحاك حولها حتى يستطيع أيضا أن يكون على دراية بهذا الأمر وهذا يستدعي أن يكون متصلا بوسائل الإعلام ويعرف ما يتعلق بها.

هذه جملة من المواصفات يحتاج إليها هذا الإمام ليؤدي الرسالة ويقوم لهذه المهمة.

مقالات مشابهة

المساجد والمنابر رسالة ومنهج  [3-1]

منذ 0 ثانية

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الجهادُ بالمالِ قبلَ الجهادِ بالنفسِ

منذ 31 ثانية

د. شادي حمزة طبازة - داعية إسلامي

الفَتاةُ بَيْنَ الأَلَمِ وَالأَمَلِ

منذ 40 ثانية

أ. أحمد عليان عيد - خطيب بوَزارة الأوقاف

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

المساجد والمنابر رسالة ومنهج  [3-1]

منذ 0 ثانية3185
الجهادُ بالمالِ قبلَ الجهادِ بالنفسِ

منذ 31 ثانية8340
الفَتاةُ بَيْنَ الأَلَمِ وَالأَمَلِ

منذ 40 ثانية2775
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi