شريط الأخبار

فكرة الزيارات الاجتماعية المسجدية الهادفة

قسم تطوير الأنشطة المسجدية منذ 0 ثانية 2863

إن من الأنشطة الناجحة والمفيدة التي ينبغي على القائمين على المساجد وأنشطتها أن يقوموا بها، وأن يحثوا عليها رواد المساجد، وطلاب التحفيظ: "الزيارات الهادفة"، ذلك أن الإسلام قد حث على التزاور والتواصل، وحذر من الهجران والقطيعة؛ فعن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم-: »أن رجلاً زارَ أخاً له في قرية أخرى فأرصدَ اللّه تعالى على مَدْرَجته -طريقه- مَلَكاً فلما أتى عليه، قال: أين تُريد؟ قال: أُريدُ أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لكَ عليه من نعمة ترُبُّها؟ أي تقصدها وتريدها، قال: لا، غيرَ أني أحببتُه في اللّه تعالى، قال: فإني رسولُ اللّه إليك بأن اللّه تعالى قد أحبَّكَ كما أحببتَه فيه « [رواه مسلم]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: »مَنْ عادَ مَرِيضاً أوْ زَارَ أخاً لَهُ في اللَّهِ تَعالى نادَاهُ مُنادٍ: بأنْ طِبْتَ وَطابَ مَمْشاكَ وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً« [رواه الترمذي].

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزور أصحابه وجيرانه، فيسأل عمن غاب منهم، ويعود من مرض منهم، ويساعد المحتاج منهم، وقد فعل ذلك أصحابه من بعده؛ فهذان أبو بكر وعمر يقومان بزيارة أم أيمن؛ فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال أبو بكر لعمر -رضي الله عنه- بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورها"، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: "ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟" فقالت: "إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء"، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معه.

ولكن ينبغي على القائمين على مثل هذه الأنشطة؛ أعني الزيارات أن تكون النية في هذه الزيارة خالصة لوجه الله، وأن تكون الزيارة هادفة، يرجو الزائر من ورائها تحقيق أهداف بعينها.

نماذج للزيارات الهادفة التي يمكن القيام بها بمشاركة رواد المسجد:

1. زيارة أهل الفضل والعلم والتقى:

فعن ابن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: قال النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- لجبريل -عليه السلام-: »ما يَمْنَعُكَ أنْ تَزُورَنا أكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنا؟« فنزلتْ: ﴿وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أيْدِينا وَما خَلْفَنا [مريم:64]، فزيارة أهل الفضل والعلم من أجل سؤالهم عما أشكل، والاستفادة من علمهم وخبرتهم، ومن تجاربهم.

2. زيارة أصحاب الوجاهة والرأي:

من أجل دعوتهم، وإهدائهم بعض الكتب والأشرطة، واطلاعهم على جهود الدعوة وأهلها، وتوضيح بعض الشبه التي تثار حول الدعاة، وذلك من أجل كسبهم لحماية أهل الدعوة، والحفاظ عليها.

3. زيارة جيران المسجد:

وغير ذلك من عموم المسلمين؛ وذلك لأن الزيارة وسيلة من وسائل توثيق المودة، وتآلف القلوب، وتقوية الروابط.

4. زيارات المرضى إلى بيوتهم أو إلى المستشفيات:

وذلك لإيناسهم والدعاء لهم؛ وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بزيارة المريض؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: »حق المسلم على المسلم خمس« وذكر منها : »وعيادة المريض«، فقد زار -صلى الله عليه وسلم- غلاماً يهودياً كان يخدمه؛ فعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان غلام يهودي يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- فمرض، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده فقعد عند رأسه فقال له: »أسلم«، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: »الحمد لله الذي أنقذه من النار« [رواه مسلم].

5. زيارة القبور لترقيق القلوب:

وللدعاء للموتى، وللعظة والذكرى؛ فإن تلك زيارة سنية، وسنة نبوية؛ فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: »كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها«، وفي سنن ابن ماجه عن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: »كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة« [رواه ابن ماجه]، وزيارة القبور خاصة بالرجال دون النساء؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى النساء عن زيارة القبور، ولعن زوارات القبور، ومن زيارة القبور زيارة الشهداء من أهل البقيع؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كلما كان ليلتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: »السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد«.

6. زيارة الأماكن الفاضلة المباركة:

كالمسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى؛ وذلك من أجل الصلاة في تلك المساجد الثلاثة؛ لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: »لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومسجد الأقصى« [رواه مسلم]، وكذلك زيارة مسجد قباء، وصلاة ركعتين فيه؛ لمن ذهب لأداء مناسك الحج والعمرة؛ فعن ابن عمر قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتي مسجد قباء راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين".

والله نسأل أن يوفق القائمين على المساجد لتـأدية الرسالة الموكلة إليهم، وأن يقوموا بذلك خير قيام، وأن يبارك في جهود الجميع، وأن يتقبل منا صالح الأعمال والأقوال إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مقالات مشابهة

فكرة الزيارات الاجتماعية المسجدية الهادفة

منذ 0 ثانية

قسم تطوير الأنشطة المسجدية

حملة دعوية مسجدية بعنوان: (ذكر الله حياة)

منذ 4 دقيقة

قسم تطوير الأنشطة المسجدية

خمسون وسيلة وفكرة للدعوة في المسجد

منذ 5 دقيقة

قسم تطوير الأنشطة المسجدية

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

فكرة الزيارات الاجتماعية المسجدية الهادفة

منذ 0 ثانية2863
الفَتاةُ بَيْنَ الأَلَمِ وَالأَمَلِ

منذ 18 ثانية2776
ما قبل الصعود للمنبر

منذ 20 ثانية3580
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi