شريط الأخبار

من أدوية القلب المريض ذكر الله

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي منذ 0 ثانية 3315

إن قلوب البشر كغيرها من الكائنات الحية، التي لا غنى لها عن أي مادة من المواد التي بها قوام الحياة والنماء، ويتفق العقلاء جميعا، أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد، وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع، وتجف كما يجف الضرع؛ ولذا، فهي تحتاج إلى تجلية وري، يزيلان عنها الأصداء والظمأ، والمرء في هذه الحياة، محاط بالأعداء من كل جانب؛ نفسه الأمارة بالسوء، تورده موارد الهلكة، وكذا هواه وشيطانه، فهو بحاجة ماسة، إلى ما يحرزه ويؤمنه، ويسكن مخاوفه، ويطمئن قلبه، وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء، ويحرز من الأعداء، ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها؛ فهو جلاء القلوب وصقالها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها.

قال ابن القيم -رحمه الله-: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون السمك إذا فارق الماء؟".

لقد حث الدين الحنيف، على أن يتصل المسلم بربه، ليحيا ضميره، وتزكوا نفسه، ويطهر قلبه، ويستمد منه العون والتوفيق؛ ولأجل هذا، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله -عز وجل- على كل حال؛ فقال -عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ [سورة الأحزاب:41-42]، وقال سبحانه: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [سورة الأحزاب:35]، وقال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة:152].

وقال -صلى الله عيه وسلم-:» كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم« [متفق عليه]. وقال عليه الصلاة والسلام: »ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسول الله، قال: ذكر الله عز وجل« [رواه أحمد].

ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يمر بالفم، وتنطق به الشفتان، وأسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي، والناس بعامة قد يقلقون في حياتهم أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب، وهم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت، أو يدفعوها  إذا أوشكت، ومع ذلك فإن ذكر الله -عز وجل-، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله، وأنه على كل شيء قدير، وأن شيئا لن يفلت من قهره وقوته، وأنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء، حينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [سورة الرعد:28].

فالمؤمن الذاكر لربه لا يخش غما، ولا يشك همًا، ولا يصيبه قلق، ما دام قرينه هو ذكر الله، يقول -جل وعلا- في الحديث القدسي: »أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم« [رواه البخاري ومسلم].

مقالات مشابهة

من أدوية القلب المريض ذكر الله

منذ 0 ثانية

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي

فوائد محاسبة النفس

منذ 2 دقيقة

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي

النظرة سهم من سهام إبليس فاحذر على قلبك منها

منذ 18 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

طاعة مفقودة

منذ 19 دقيقة

أ. محمد عبدو - باحث شرعي

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

من أدوية القلب المريض ذكر الله

منذ 0 ثانية3315
اختيار المؤذن صاحب الصوت الجميل المرتفع

منذ 6 ثانية4547
أفكار لاستيعاب الجدد من رواد المساجد

منذ 41 ثانية4780
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi