شريط الأخبار

نصر الله ومعيته لعباده المؤمنين في أحنك الظروف

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين منذ 0 ثانية 2822

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم بإحسان وتوفيق إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن حدث الهجرة النبوية من الأحداث العظيمة الهامة في تاريخ الأمة الإسلامية؛ ولذلك جعله المسلمون بداية للتأريخ الإسلامي، حيث قال الصحابي الجليل سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَخْطَأَ النَّاسُ فِي الْعَدَدِ مَا عَدُّوا مِنْ بَيْعَتِهِ، وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ، إِنَّمَا عَدُّوا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ".

فهي نقطة تحول في تاريخ المسلمين، حيث انتقلوا من مرحلة الاستضعاف في مكة المكرمة إلى مرحلة القوة والتمكين في المدينة المنورة.

دعونا نتوقف عند ثلاثة مواقف حدثت في أثناء الهجرة النبوية؛ تدل على أن عناية الله تعالى ورعايته لعباده المؤمنين المتوكلين عليه -سبحانه وتعالى-، تأتيهم في اللحظة المناسبة وفي أحنك الظروف.

الموقف الأول:

عندما أحاط المشركون ببيت النبي -صلى الله عليه وسلم- لاغتياله وضربه بالسيف فيتفرق دمه بين القبائل، فإذا برعاية الله تعالى تحف نبيه فيخرج من بين أيديهم دون أن يروه، قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ [يس:9].

الموقف الثاني:

وعندما اختفى النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبو بكر الصديق في جبل ثور مدة ثلاثة أيام، تمكن المشركون من الوصول إلى الغار، وهنا يخاف أبو بكر ويرتجف على رسول الله خشية من اقتحام المشركين الغار؛ ولنتأمل في الرواية التي يرويها مسلم في صحيحه عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: »يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا« [رواه مسلم]، إنها الثقة بالله تعالى، إنه اليقين التام بنصر الله تعالى للمؤمنين، ولذلك يقول تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:40].

الموقف الثالث:

وفي أثناء الهجرة تعلن قريش عن جائزة كبيرة لمن يأتي بمحمد -صلى الله عليه وسلم- حياً أو ميتاً، وهنا يتحرك سراقة بن مالك الفارس المغوار الذي تمكن من الوصول للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ولكن دعوني نرى ما الذي حدث معه في الرواية التي يرويها البخاري في صحيحه؛ حيث قال سراقة بن مالك: "وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ البَيْتِ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلاَمَ فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا: أَضُرُّهُمْ أَمْ لاَ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ، تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ لاَ يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ، سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ، حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا"، خرج ليقتلهما ولكنه عاد ليحرسهما ويخفي أخبارهما عن قريش.

إنها رعاية وعناية الله تعالى لعباده المؤمنين الذاكرين الشاكرين الواثقين بربهم، فإذا كنا كذلك فلن يضيعنا الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.

مقالات مشابهة

نصر الله ومعيته لعباده المؤمنين في أحنك الظروف

منذ 0 ثانية

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

ما قبل الصعود للمنبر

منذ 39 ثانية

الشيخ / مرشد الحيالي

الاسْتِغْفَارُ بَابُ الْخَيْرِ

منذ 9 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

اختلاف نية الإمام والمأموم

منذ 11 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

نصر الله ومعيته لعباده المؤمنين في أحنك الظروف

منذ 0 ثانية2822
ما قبل الصعود للمنبر

منذ 39 ثانية3579
مسجد العجمي - حي الزيتون

منذ 1دقيقة3430
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi