
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأنزل القرآن للناس هُدى، وأرسل إلينا خير الرسل حبيبنا المصطفى، نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله صفيه من خلقه وخليله، بلغنا دين الله تركنا على الهدى والتقى والعفاف والغنى، فصلاة الله عليك حبيبنا رسول الله إلى يوم الملتقى لتقينا شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً، وبعد:
لنقف على خلق من أخلاق المسجد فيه الخير فيه العبادة والألفة والمحبة والمغفرة ورضا الله سبحانه، "البسمة" خلق كريم حث عليه خير الخلق -صلى الله عليه وسلم-، بل إن المسلم يتعبد الله سبحانه بالابتسام في وجه أخيه المسلم لقول المصطفى صلوات الله عليه وسلامه: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ» [رواه البخاري].
والصدقة من أعمال البر التي يمحو الله بها الخطايا ويطفئ نارها كما تطفئ بالماء النار، فعن جابر بن سليم -رضي الله عنه-، قال: قال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا، وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ» [صححه الألباني].
انبساط الوجه من المعروف استجابة لأمر الله سبحانه للرسول -عليه الصلاة والسلام-: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾؛ [الأعراف:199].
والابتسامة والطلاقة حين المقابلة سبب للمغفرة لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا» [صححه الألباني].
ويمكنك أن يجعل الله القبول عند الناس وأن يحبك عباد الله، ويقتدوا بك بأسلوبك بمنهجك بفكرك بثقافتك، فإنك لن تسع الناس بأموالك ولكن يســـعهم منك بسط الوجه، وحسن الخلق.
فلنحفظ هذا الخلق الرباني النبوي في المسجد، في البيت، مع الجيران، مع الأهل، مع الأقارب، مع الناس جميعاً ليكون الناس أمة واحدة متحابين مؤمنين لربهم طائعين لرسولهم متبعين جنات الخلد سائلين.