
تستهدف هذا الفكرة عدداً من الأمور منها على سبيل المثال:
1. الاستفادة من خبرات كبار العلماء والدعاة، ممن يُشهَدُ لهم بالإخلاص، والتقوى، والعلم، من خلال نقل هذه الخبرات، وتسجيلها ورصدها لتنتفع بها الأجيال اللاحقة. فكم من عالم كنا نعده من المخلصين العاملين لنصرة هذا الدين، وافته المنية دون أن يلقح عواطف شباب الدعاة نظرات عقولهم وفيض خبراتهم.
2. إعداد وتأهيل الدعاة العاملين في مجال الدعوة منذ سنوات، الذين يملؤهم الجد والنشاط لكنهم يفتقدون إلى الخبرة والحنكة والحكمة الدعوية، ليكونوا بعدها أهلا لحمل أعباء وهمَّ هذه الدعوة، وحتى يدعون إلى الله على بصيرة، فيكونون خير دعاة لخير دين على منهاج خير الأنبياء وسيد الدعاة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
3. اكتشاف دعاة جدد، من الموهوبين، الذين لا ينقصهم سوى أن تكتشف فيهم قدرات هم لا يعرفونها عن أنفسهم أو أنهم لا يعتقدون أنها قدرات ذات بال، فكم من عالم يهتز من تحته المنبر اليوم، كان بالأمس مغموراً، وكم من خطيب مفوه يملك على مستمعيه ألبابهم، كان بالأمس يتلعثم وهو ينطق بالآية والحديث، فلولا أن الله قيض له من الدعاة من شجعه، على صعود المنبر، ولفت انتباهه إلى أن حسن أدائه وقوة حفظه.
فما أحوجنا اليوم إلى خبراء في شؤون الدعوة يقومون بدور (الكشاف الدعوي)، يجوبون القرى والكفور والنجوع والمدن والمراكز والمحافظات، والمدارس والمعاهد والجامعات، ويكتشفون: حافظاً للقرآن، أو خطيبا بارعا، أو مشروعا لفقيه واعد، أو تبشيرا بعالم نحرير، وهكذا.