شريط الأخبار

مفارقة الإمام .. وأقوال العلماء فيها

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين منذ 0 ثانية 3442

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

معنى قطع الصلاة أو فصلها أو ما يعبر عنه الفقهاء بـ مفارقة الإمام: هو أن يفارق المصلي إمامه أثناء الصلاة، لعذر أو لغير عذر.

فما هو الحكم في هذه المفارقة؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال:

الأول: ذهب الشافعية إلى جواز مفارقة المأموم إمامه وإكمال الصلاة منفرداً، سواء كان ذلك لعذر أو لغير عذر مع الكراهة، وهذه أصح الروايات في مذهبهم، وإلا فقد وردت روايتان كما ذكر ذلك النووي، وهما: أن ذلك جائز للعذر فقط.

والثانية: أن ذلك لا يجوز مطلقاً، واستثنوا الجمعة فلا تصح نية المفارقة في الركعة الأولى منها، والصلاة التي يريد إعادتها جماعة، فلا تصح نية المفارقة في شيء منها، وكذا الصلاة المجموعة تقديماً، وسيأتي الدليل على جواز ذلك، عند الشافعية.

وذهب الحنابلة إلى إن مفارقة المأموم لإمامه تجوز لعذر، وأما لغير العذر ففيه روايتان: إحداهما: تفسد صلاته وهي الأصح، والثانية: تصح.

فهذا مذهب الحنابلة والشافعية، وفي رواياتهم اختلاف، إلا أن المشهور من مذهب الشافعية الجواز مطلقاً بعذر أو بغير عذر، وأظن أن ذلك الإطلاق للحكم جاء من كونهم يرون أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة، وليست واجبة كما يراها الحنابلة، لهذا نجد أن الرواية المشهورة عند الحنابلة هي القول بالجواز لعذر فقط.

ما هي الأعذار التي يجوز بها مفارقة الإمام؟

قالوا من ذلك: تطويل الإمام الصلاة، أو تركه سنة مقصودة، كتشهد أول عند من يرى أنه سنة لا واجب أو قنوت عند من يرى بسنيته، فله مفارقته ليأتي بتلك السنة، أو المرض، أو خشية غلبة النعاس، أو شيء يفسد صلاته، أو خوف ضياع ماله أو تلفه، أو ذهاب رفقته، أو إنقاذ غريق أو حريق، ونحو ذلك.

ودليل الحنابلة والشافعية:

ما ثبت في الصحيحين أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يرجع فيصلي بقومه، فأخر النبي -صلى الله عليه وسلم- العشاء، فصلى معاذ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم جاء يؤم قومه ، فقرأ البقرة، فاعتزل رجل من القوم فصلى، فقيل: نافقت يا فلان، فقال: ما نافقت، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن معاذاً يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا يا رسول الله، وإنما نحن أصحاب نواضح (النواضح: الإبل التي يستقى عليها) ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمنا فقرأ بسورة البقرة فقال: »يا معاذ، أفتان أنت، أفتان أنت؟ اقرأ بكذا، اقرأ بكذا« [صحيح مسلم]، قال أبو الزبير: بـ ﴿سبح اسم ربك الأعلى،و ﴿الليل إذا يغشى هذا لفظ أبي داود.

فكون النبي -صلى الله عليه وسلم- غضب على معاذ وأنكر عليه الإطالة ولم ينكر على الرجل ولم يأمره بإعادة الصلاة دليل على أن مفارقة الإمام بهذا العذر جائزة.

أما الحنفية فقد أجازوا سلام المقتدي قبل سلام الإمام، لكن مع الكراهة، ولا تجوز مفارقة الإمام عندهم.

وقال المالكية: من اقتدى بإمام لم يَجُزْ له مفارقته.

والراجح:

-والله أعلم- أن مفارقة المأموم إمامه في الصلاة وإكماله الصلاة منفرداً تجوز إذا كان بعذر؛ لحديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.

نسأل الله التوفيق لكل خير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مقالات مشابهة

مفارقة الإمام .. وأقوال العلماء فيها

منذ 0 ثانية

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الداعية بين اللين والشدة

منذ 1دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية - فلسطين

زكاة الفطر

منذ 3 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الكبر في حياة بعض المتدينين

منذ 7 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

مفارقة الإمام .. وأقوال العلماء فيها

منذ 0 ثانية3442
آدَابُ قِيَامِ اللَّيْلِ

منذ 5 ثانية3028
الداعية بين اللين والشدة

منذ 1دقيقة3293
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi