شريط الأخبار

أثر الذنوب على القلوب

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي منذ 0 ثانية 3291

الذنوب شؤم على أصحابها وأثرها في القلوب أشد من أثر السموم على الأبدان وفي هذا يقول عبد الله بن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب    وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب     وخير لنفسها عصيانها

إن أثار الذنوب على العبد وقلبه خطيرة منها:

- أنها تضعف القلب عن إرادته للخير، فتقوي إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، فلو مات نصفه لما تاب إلى الله، فيأتي باستغفار وتوبة الكذابين باللسان وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متى أمكنه، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك.

- أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه؛ حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها، فيقول يا فلان عملت كذا وكذا، وهذا الضرب من الناس لا يُعافون، وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »كلّ أمتي معافى إلا المجاهرين وإنَّ من المجاهرة أن يستر الله على العبد ثمَّ يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا فهتك نفسه وقد بات يستره ربه« [متفق عليه].

- أنَّ المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه، قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾ [الحج:18]، وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفاً من شرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.

- أنَّ العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه، وذلك علامة الهلاك، فإنَّ الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله، وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال: »إنَّ المؤمن يرى ذنوبه كأنَّها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإنَّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار« [رواه البخاري].

- أنَّ غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "إنَّ الحباري لتموت في وكرها من ظلم الظالم"، وقال مجاهد: "إنَّ البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن آدم"، وجاء في الخبر: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وجاء أيضاً: (وإن الرجل ينسى الباب من العلم بالذنب يصيبه).

- أنَّ المعصية تورث الذل ولا بد، فإنَّ العز كل العز في طاعة الله تعالى، قال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر:10]، أي فليطلبها بطاعة الله فإنَّه لا يجدها إلا في طاعته، وكان من دعاء بعض السلف: "اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك"، قال الحسن البصري: "إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين إلا أنهم أذلاء، أبى الله إلا أن يذل من عصاه".

مقالات مشابهة

أثر الذنوب على القلوب

منذ 0 ثانية

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي

وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ

منذ 3 دقيقة

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي

فوائد محاسبة النفس

منذ 11 دقيقة

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي

واجب العلماء والمربين نحو القدس

منذ 14 دقيقة

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

أثر الذنوب على القلوب

منذ 0 ثانية3291
مسجد زيد بن حارثة - الرمال الجنوبي

منذ 43 ثانية3741
مشروع عمرة النخبة لطلبة العلم الشرعي والعاملين في إدارة الأنشطة المسجدية

منذ 45 ثانية3519
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi