شريط الأخبار

استعد لشهر رمضان

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين منذ 0 ثانية 2839

﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133].

أتى رمضانُ مزرعةُ العبادِ      لتطهير القلوبِ من الفسادِ

فأدِّ حقوقه قولاً وفعلاً           وزادك فاتخذه إلى المعادِ

فمن زرع الحبوب وما سقاها    تـأوّه نـادمـاً يــوم الحصادِ

كما يقولون، شهر رمضان على بعد مرمى حجر، وأهم ما يشغل المحبين في هذه الأيام أن يلهجوا بالدعاء، من أعماق قلوبٍ لامست شغافها محبة الطاعة وتذوقت معنى الأنس بالله تعالى، أن يُبلّغهم الله رمضان؛ وأن يعينهم على صيامه وقيامه إيماناً واحتسابا، فكم من الراحلين قد تلوّع قلبه وكان يتمنّى أن يلحق بالركب ويفوز بنفحات الشهر، ولكنه الآن بين طيّات الثرى، انقضت أيامه ، ومُحيت آثاره، إلا من عمل صالح.

وأريدُ ممن يطمح للمعالي، أن يجعل من نيته هذا العام أن ينتقل من مرحلة العبادة إلى مرحلة التذوق والارتقاء، فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف. وهذا يتحصّل بالإيواء إلى كهف استقبال رمضان من الآن، ليبدأ عملية التنقية السريعة من خلال العمليات المركّزة والتي تستهدف القلب لتجليته من الرَّان والغشاوة والظلمات، وأمام قلبك ثبّت لافتة واكتب عليها "مغلق.. أعمال صيانة في الداخل"، وأخرى "قسم الطوارئ"، فإنَّ المعاصي بحاجة إلى تذويب بنور الطاعات، وإنَّ للمعاصي ريحٌ يشتمه ذوي الفراسة والكياسة، فقد جاء عن الإمام محمد بن واسع -رحمه الله- أنه كان يقول: "والله لو كان للذنوب ريحٌ ما جلسَ أحدٌ إليَّ"، تخيّل رحمك الله! تخيّل لو كان للذنب ريحٌ يخرج من الإنسان على قدر حجم الذنب ماذا كان سيحصل؟ والله لو كان هذا ما سلّم بعضنا على بعض، وما جلس واحد لآخر إلا ما رحم ربي، فكلنا يكبو وبعضنا يحبو وبعضنا يتعثّر وبعضنا مُقعد أقعدته الذنوب والمعاصي، ولولا ستر الله علينا ولطفه بنا ثم نعمة الاستغفار لهلكنا.

قال حبيبي الصادق -صلى الله عليه وسلم-: »والذي نفسي بيده لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ« [أخرجه مسلم].

وعَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ ، قَالَ: "كَانَتِ الْعُلَمَاءُ إِذَا الْتَقَوْا تَوَاصَوْا بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَإِذَا غَابُوا كَتَبَ بِهَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ أَنَّهُ: مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلانِيَتَهُ، وَمَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنِ اهْتَمَّ بِأَمْرِ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ".

يا صاحبي اسمع.. من ذا الذي لبّى نداءه فما سعد!.

ومن ذا الذي أناخ ببابه فما فاز! تاجِر معه تربح، وسارع تغنم وتُفلح، فالوقت يمضي والدهور تتقلب وتتغيّر وأنت صامت جامد لا تتحرك ولا تتغيّر.. ويحك!

عن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده -رضي الله عنه- قال: "صعد رسول الله المنبر فلما رقي عتبة قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال: »أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين، قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين« [صحّحه الألباني].

فيا صاحب الهمة احجز مكانك في الصف، وارصد مقعدك في مجلس الفجر، وتقلّب في الساجدين، وأسرع فالرحمن في انتظارك، جهّز برنامج رمضان، وانوِ هذا العام أن تضاعف ساعات العمل ليزيد راتبك في الميزان، وعاهد نفسك ألا تجادل أحداً ولا ترفث ولا تلغو لتحافظ على منسوب إيمانك، ورطّب لسانك وقلبك بكلام ربك سبحانه، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر:22-23].

الجنة عروس ومهرها قهر النفوس، فلا توهب بالمجان، ومن طال نومه ضاع عمله وأصبح من البطّالين، وهذا السوق قد أُعد بكل أنواع الخيرات وعلى وشك أن يسابقك إخوانك فأسرع.

وإذا لم تتذوق حلاوة القرآن اليوم فمتى! إذا لم يقشعرّ جلدك ويرق قلبك بأثر القرآن فبأي أثر ﴿فبأي حديثٍ بعده يؤمنون [المرسلات:50]، وسبحان الله أنَّ كل الطرق مضبوطة بأجهزة ضبط السرعة إلا الطريق إلى الله تعالى يُظلّلها قوله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا.

فادخل بالافتقار، وابدأ بالتذلل، واسجد بالمحبة تقترب بعون الله وردّد من أعماق قلبك.. يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين، وأَصلِح لي شَأني كلَّه.

وإذا سألت الله تعالى الفردوس الأعلى وأنت في سجودك فضم اسمي مع اسمك فإني أحب أن أحاورك فيها.

بلّغنا الله وإياكم شهر طاعته، وجعلنا من أهل مغفرته، وأدخلنا الفردوس برحمته.

مقالات مشابهة

استعد لشهر رمضان

منذ 0 ثانية

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

زكاة الفطر

منذ 59 ثانية

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الشروط المتفق عليها لصحة الأذان

منذ 2 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

آذان صاحب الصوت الندي

منذ 9 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

استعد لشهر رمضان

منذ 0 ثانية2839
تَطْفِيفٌ مُتَعَدِّدُ الاتِّجَاهَاتِ!

منذ 35 ثانية2463
علاج القلب من استيلاء النفس الأمارة بالسوء عليه

منذ 38 ثانية3909
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi