شريط الأخبار

الشَّهَادَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ

أ. يحيى نبيه النونو - خطيب بوَزارة الأوقاف منذ 0 ثانية 2787

عَرَّفَ الشَّافِعِيَّةُ الشَّهِيدَ، فَقَالُوا: "الشَّهِيدُ هُوَ مَنْ مَاتَ مِنَ المُسْلِمِينَ فِي جِهَادِ الكُفَّارِ بِسَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ قِتَالِهِمْ قَبْلَ انْقِضَاءِ الحَرْبِ، كَأَنْ قَتَلَهُ كَافِرٌ، أَوْ أَصَابَهُ سِلَاحُ مُسْلِمٍ خَطَأً، أَوْ عَادَ عَلَيْهِ سِلَاحُهُ، أَوْ تَرَدَّى فِي بِئْرٍ أَوْ وَهْدَةٍ، أَوْ رَفَسَتْهُ دَابَّتُهُ فَمَاتَ، أَوْ قَتَلَهُ مُسْلِمٌ بَاغٍ اسْتَعَانَ بِهِ أَهْلُ الحَرْبِ"، وَسُمِّيَ الشَّهِيدُ شَهِيداً؛ لِأَنَّ مَلَائِكَة َالرَّحْمَةِ تَشْهَدُهُ، أَوْ لِأَنَّ اللهَ تَعَالى وَمَلَائِكَتَهُ شُهُودٌ لَهُ بِالْجَنَّةِ، أَوْ لِأَنَّهُ يَشْهَدُ مَا أَعَدَّ اللهُ تَعَالى لَهُ مِنَ النَّعِيمِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.

وَالشَّهِيدُ بِحَسْبِ نِيَّتِهِ يَنْقَسِمُ إِلَى ثَلَاثِ أَقْسَامٍ:

أَوَّلاً/ شَهِيدٌ عِنْدَ اللهِ: وَهَذَا الشَّهِيدُ هُوَ الذِي يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالى فِي حَقِّهِ: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [البقرة:169].

ثَانِيًا/ شَهِيدٌ عِنْدَ النَّاسِ: وَأَمْثَالُ هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ قَدْ نَالُوا أَجْرَهُمْ فِي الدُّنْيا وَمَالَهُمْ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الحَدِيثِ القُدُسِيِّ الذِي يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّ العِزّةِ: «قَالَ اللهُ تَعَالى: أَنا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِيَ فِيهِ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

ثَالِثًا/ شَهِيدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ النَّاسِ: وَهَذَا قَدْ حَقَّقَ الشَّهَادَةَ التِي يَرْضَاهَا اللهُ، وَهُوَ عِنْدَ النَّاسِ شَهِيدٌ، قَالَ تَعَالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ﴾ [البَقَرة:154].

وَقَدْ صَنَّفَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْوَاعَ الشُّهَدَاءِ بِحَسْبِ حَالِهِمْ، فَهَا هُوَ يَسْأَلُ الصَّحَابَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-: «مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُم؟»، قالُوا: يَا رَسُولِ اللَّهِ، مَنْ قُتِل في سَبيلِ اللَّه فَهُو شهيدٌ، قَالَ: «إنَّ شُهَداءَ أُمَّتِي إذًا لَقلِيلٌ»، قالُوا: فَمنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي البَّطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْمِ، وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَالذِي يَظْهَرُ أَنَّ المَذْكُورِينَ لَيْسُوا فِي المَرْتَبَةِ سَوَاءً.

وَلِلْشَّهِيدِ فَضَائِلُ كَثِيرَةٌ، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِذَا لَقِىَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ: «فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِى خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِـهِ لاَ يَفْضُلُـهُ النَّبِيُّونَ إِلاَ بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ، وَمُؤْمِنٌ خَلَطَ عَمَـلاً صَالِحـاً وَآخَـرَ سَيِّئاً جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِذَا لَقِىَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ» [رواه أحمد]، وقال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ فَضَائِلِ الشُّهَدَاءِ: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟!، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى» [رواه مسلم]، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ فَضَائِلِ الشُّهَدَاءِ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعَ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ عِنْدَ أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُجَارُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ» [رواه الترمذي].

مقالات مشابهة

الشَّهَادَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ

منذ 0 ثانية

أ. يحيى نبيه النونو - خطيب بوَزارة الأوقاف

مَاذَا بَعْدَ رَمَضَانَ؟

منذ 2 دقيقة

أ. محمد شفيق السرحي - خطيب بوَزارة الأوقاف

دَاءُ مَجمُوعَاتِ التَّوَاصُلِ

منذ 6 دقيقة

د. محمد سليمان الفرا - خطيبٌ بِوَزَارَةِ الأَوْقَافِ

التَّبَرُّجُ .. صِفَتُهُ وأسْبابُهُ وعِلاجُهُ

منذ 8 دقيقة

د. نمر محمد أبو عون - خطيب بوَزارة الأوقاف

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

الشَّهَادَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ

منذ 0 ثانية2787
مسجد الأبرار - القرارة

منذ 2 دقيقة4527
مَاذَا بَعْدَ رَمَضَانَ؟

منذ 2 دقيقة2794
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi