شريط الأخبار

الإيجابية الفاعلة .. هدي نبوي

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين منذ 0 ثانية 2859

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: »إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل« [رواه البخاري]، يوجه النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث أمته نحو العمل الجاد الدؤوب، دون توان أو خمول، حتى على افتراض قيام الساعة -مع ما في ذلك من رعب وفزع يخلع القلوب ويذهب بالأبصار، ومع انتهاء الحياة الدنيوية وإقبال الآخرة-، فإن النبي وجه من بيده الفسيل (وهو صغار النخل) أن يغرسها غير منتظر ثمرتها أو نتاجها.

أنه حقا درس عظيم في الإيجابية و العمل والمثابرة، أيا كان العمل، ومهما كانت الظروف، دون النظر في العواقب أو المثبطات والإحباطات التي تملأ الواقع أحيانا، وينشغل بها المرء، فتعيقه أو تمنعه من البذل وتسبب له اليأس والتقاعس، المهم أن تقدم شيئا لرسالتك في الحياة ولبناء حضارة الإنسانية ولو كان قليلا،  أد واجبك، وقم بما عليك، وكن قدوة في ذلك وسيعمر الكون عاجلا أو آجلا، فالعمل له قيمة ووزن وإن استقله الناس واحتقروه ولم يقدروه، قال -صلى الله عليه وسلم-: »لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس« [رواه مسلم]، وقال: »لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط« [رواه مسلم]، ودخلت امرأة بغي الجنة بكلب سقته.

 يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة".

ولله در القائل:

إذا هجع النوام أسبلت عبرتي    وأنشدت بيتاً فهو من أحسن الشعر

أليس من الخسران أنَّ ليالياً       تمر بلا شيء وتحسب من عمر

ولو أن الهدهد استصغر واحتقر ذاته في مملكة سليمان عليه السلام -البالغة الشأن- لما جاء بخبر كان سببا في إسلام مملكة بحالها ودخولها في دين الله، من دون تكليف من أحد أو انتظار من هو أقوى وأقدر على ذلك منه، ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ، إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ [النمل:22-24]

إن انتظار النتائج أو قطف ثمرات الأعمال قد يكون آفة تنساب إلى قلوب ونفوس المصلحين والمفكرين والدعاة، الذين لا يعملون -أحيانا- إلا وفق قانون الكسب السريع والغنيمة الباردة -تارة أخرى- وربط العمل بمتلازمة الأثر، والمنعزلة عن نواميس كونية حاكمة وسنن إلهية ناظمة للمجتمع، فيستبطئوا النصر والثمرة وييأسوا من روح الله ويقنطوا، وهي آفة من الشيطان.

مقالات مشابهة

الإيجابية الفاعلة .. هدي نبوي

منذ 0 ثانية

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

فقه موازنات نبوي

منذ 5 دقيقة

شبكة مساجدنا الدعوية – فلسطين

الملتقيات الدعوية .. بين النٌّقاد والحُسّاد

منذ 5 دقيقة

أ. وفا محمود عياد - رئيس قسم أنشطة الوعظ بوزارة الأوقـاف

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضوابطه الشرعية

منذ 8 دقيقة

د. يوسف علي فرحات – داعية إسلامي

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

الإيجابية الفاعلة .. هدي نبوي

منذ 0 ثانية2859
علامات القلب السليم

منذ 1دقيقة4447
مسجد سعد بن أبي وقاص - تل السطان

منذ 2 دقيقة3491
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi