الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:

ويشتد الحصار وتتفاقم الأزمات، ويصبح قطاع غزة كسجن مغلق، والكل يتفرج وكأنه فيلم سينما قد أعده المخرجون، أما من في داخل هذا السجن فهم لا يتقمصون الشخصيات ولا يمثلون بل هي حقيقة مرة والكل يصرخ نريد حلاً.. والكل ينتظر النهاية.. مرضى يموتون على أبواب قطاع غزة، وأغذية يوقفها الاحتلال على الحواجز والمعابر، ووقود في طريقه للنفاذ.. والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

لذلك كان لزاماً على كل من بيده الحل أن يبادر لتقديمه، وكان لزاماً على كل مؤسسة مجتمعية أن تسعى في طريق الحل والتخفيف من المعاناة.. ومن أهم هذه المؤسسات المجتمعية, المسجد.. الذي يتصدر المكانة الأولى في حياة المسلمين.

إذن فللمسجد دور هام في رفع الحصار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني وعن الأسر الفلسطينية ويتجسد دور المساجد وإداراتها فيما يلي:

1. دعوة الناس بالعودة إلى الله واللجوء إليه، وإصلاح ذات البين، وغرس المفاهيم الإسلامية الغائبة في نفوس الناس كالصبر والاحتساب.

2. توعية أبناء الشعب الفلسطيني بمضار الحصار والنتائج المتوقعة من جراء استمراره، وأنه كارثة جماعية لابدّ أن يبادر الجميع لتقديم الحلول والاقتراحات لفك الحصار أو التخفيف من وطأته.

3. تشكيل جلسات نقاش وحوار باستضافة أحد علماء الدين والاقتصاد والتنمية حول دور أبناء المساجد وروادها في المشاركة في فك الحصار.

4. الانطلاق بحملات متتالية "أوقفوا الحصار" تنطلق من المساجد كالمظاهرات والاحتجاجات.

5. توعية التجار والباعة بحجم المشكلة وتوعيتهم بحرمة الاحتكار ورفع الأسعار وغلاء المنتجات.

6. إرسال رسائل موجهة إلى المسئولين والحكام للمبادرة في رفع الحصار عن قطاع غزة.

7. التكافل الاجتماعي الذي ينطلق من المسجد والدعوة للتبرع لشد أزر المحتاجين من أبناء قطاع غزة في ظل ارتفاع وغلاء الأسعار.

ولا نقول إلا أن الحصار على الشعب الفلسطيني هو غيمة قريباً ستزول بإذن الله.. بالصبر والاحتساب ومواجهة الحصار وتكاثف الأيدي في المجتمع ومبادرة كل المؤسسات المجتمعية والإسلامية لإيجاد الحلول السريعة وتخفيف المعاناة عن الأسر المحتاجة.

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى